Image may be NSFW.
Clik here to view.
كلنا شركاء: القدس العربي
المؤلفة مخرجة سينمائية وممثلة سورية، درست الفنون الجميلة في سوريا وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في السينما من باريس، ولها كتاب بعنوان «صورة المرأة في السينما السورية، صدر سنة 2000. وبعد تجارب عديدة في السيناريو للسينما والتلفزيون، هذا العمل الجديد هو روايتها الأولى، التي تتابع الحياة السياسية والاجتماعية السورية على امتداد سبعة عقود ونيف، منذ الاستقلال وحتى انتفاضة 2011، من خلال أفراد تتقاطع مصائرهم أو تتباعد، وأجيال تتكامل أو تتناقض، ومجتمع واحد يختزن سلسلة مجتمعات مصغرة؛ لتشكل هذه، في مجموعها، مشهدية زاخرة بالوقائع والأحداث والحكايا، من حول شخوص بشرية تتراوح بين النموذج الواقعي والنمط الرمزي.
هنا فقرات من ختام الرواية: «لقد استعدت إمكانية تقليص الهوة التي تفصلني عن ذاتي، واستعدت طاقة روحي المفعمة بضياء حلمها وقدرته على التحقق، بقوة شحن كمبيوتر ذاتي الخاص الذي لن أسمح بالتحكم به وفصل التيار عنه حتى لو قلصوا كل مساحات الضوء المسيجة من حوله، سأخترع له شاحناً بديلاً.. أفكاراً مغايرة.. أحلاماً أرقى وأكثر جمالاً وقدرة على التحقق، سأجعل شعلة روحي متوقدة لا تنطفيء، مهما أخمدوا أنفاسها سأبقي جذوتها كالجمر المتقد تحت الرماد، وكطائر الفينيق لابأس أن نحترق لنبعث من جديد من الرماد.. ولو عبر يرقة.. دودة. المعجزة قد حصلت ونهض الأموات من رقادهم الطويل، فلا موت جديد قد يخافون أن يطالهم طالما المرء لا يموت مرتين وقد بعثوا لتوهم من موت محنوم، وطالما الشعوب التي تشاف على الموت هي الأقدر على استنهاض الحياة وترميم عفن الروح المتغلغل في الجذور بفعل ما يسمونه حلاوة الروح التي تخفق في اللحظات الأخيرة إما نحو موت مؤكد أو نحو بعث الفينيق لأمل أرواحنا المطفأة.. التي لوت عنق الخوف من عتمة الموت وأمسكت بعنان الحياة المشرأبة نحو الضوء. لقد نهض المارد وانطلق من قمقمه في رحلة استعادة حرة للذات والوطن قد تطول وتصعب.. لكنها لن تحدث ما هو أسوأ مما حدث! فهل يعقل أن يقبل إعادته وخنقه في القمقم من جديد؟ أشك في ذلك… وأنا أشك… إذاً أنا أفكر… وأنا أفكر إذاً أنا حرٌ.. وأنا حر إذاً أنا موجود وحيٌ حتى في موتي.. ولن أقبل إلغائي وخنقي من جديد، حتى وإن كنت ألمح بسطاراً عسكرياً.. أو ربما مجرد شحاطة ـ لا فرق ـ لكنها بحجم العالم.. تسعى لسحقنا جميعاً هذه المرة، وكأننا مجرد ديدان قزمية لا أكثر ولا أقل تعترض طريقها.
دار العين، القاهرة 2017
Clik here to view.
