![]()
توفيت الفنانة المصرية #شادية، عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد رحلة مع التمثيل والغناء امتدت نحو 75 عاماً شاركت خلالها في أكثر من 110 أفلام سينمائية و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة، ومئات الأغاني التي ذاعت شهرتها في كل أنحاء العالم، بينها أغنيتها الأشهر ذات الطابع الوطني "يا حبيبتي يا مصر"، وأيضا "مصر اليوم في عيد"، و"ادخلوها آمنين".
كانت الفنانة الراحلة تعرضت لأزمة صحية، حيث أصيبت بجلطة دماغية استدعت نقلها إلى أحد المستشفيات في القاهرة، ثم نقلت إلى مستشفى آخر، لكن حالها الصحية لم تستقر، وخضعت لمتابعة دقيقة، وأجهزة تنفّس، حتى تم إعلان الوفاة رسمياً.
ولدت في 8 شباط 1934، اسمها فاطمة شاكر، وينادونها بـ"فتوش"، وعندما دخلت عالم الفن حملت اسم شادية.
وكانت الفنانة الراحلة مثالاً لاحترام الذات، حيث توارت عن الأنظار في سن الخمسين، وآثرت الابتعاد، والاعتزال، ورفضت الكثير من المغريات للظهور، أو التكريمات، ومع ذلك تعلق بها الجمهور، وأطلقوا عليها: "دلوعة الشاشة العربية"، "محبوبة الجماهير"، "صوت مصر"، و"بنت مصر"... لتكسر قاعدة أنّ اعتزال الفنان يُدخله غياهب النسيان، لتنضم شادية إلى الفنانين العمالقة الذين رحلوا، ومع ذلك استمر تأثيرهم حتى الآن، مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش.
عرفت شادية طريق الفن من خلال مسابقة للوجوه الجديدة، نظّمها المخرجان علي بدرخان وأحمد كامل مرسي في العام 1946، وعندما وقفت للتمثيل والغناء أمامهما، سخر منها أحمد كامل مرسي وأخبرها أنها لا تصلح لذلك، طالباً منها إجراء عملية "اللوز". لكن على عكسه، تحمّس لها بدرخان وقدمها للمخرج حلمي رفلة، الذي تبناها فنياً وأطلق عليها اسمها الفني الذي اشتهرت به: شادية، والذي اختلفت الروايات حول مَن أطلقه عليها، وقدّمها رفلة في دور قصير بفيلم "أزهار وأشواك" لمديحة يسري ويحيى شاهين، الذي لم يحصد النجاح الجماهيري، لكن شادية لفتت الأنظار بملامحها الرقيقة، وأسلوبها البسيط الذي عبّر عن الشخصية بكل جدارة واقتدار.
لأنها فنانة شاملة ورائعة، فمثلما برعت في التمثيل بهرت الجميع بصوتها وأسلوبها الغنائي المختلف عن السائد آنذاك. واختلف كثيرون حول من أعطاها الفرصة الأولى للغناء، لكن المؤكد أنّ الفنان الراحل محمد فوزي، الذي قدّمت معه فيلم "العقل في إجازة"، كان المشجّع الاول لصوتها، وأعطاها مفتاح النجاح، وكيفية استثمار هذا الصوت. وبالفعل، غرّدت شادية خارج السرب بصوت وألحان رائعة، قدّمها لها في بداية مشوارها عدد من الملحنين الكبار أمثال منير مراد ومحمود الشريف.
كرّمتها الدولة والعديد من المهرجانات السينمائية، ونالت العديد من الجوائز الدولية،
وذاعت شهرتها عندما عُرض فيلمها "المرأة المجهولة" في الاتحاد السوفياتي آنذلك. وعرفها اليابانيون من طريق فيلم من إنتاج مشترك بين اليابان ومصر اسمه على "ضفاف النيل"، شاركها بطولته نجم السينما اليابانية يوجيروا إيشيتارا، وكانت مصدر إبهار لليابانيين الذين قالوا أنّ "وجهها ذا قدرة فائقة على التعبير"، ونجح الفيلم عندما عُرض في #اليابان، مثلما نجح فيلمها "شيء من الخوف" عندما طلبته السينما اليابانية، وتم عرضه مدبلجاً هناك.
تزوّجت شادية ثلاث مرات، الأولى من المهندس عزيز فتحي، والثانية من الفنان الراحل عماد حمدي واستمر زواجهما ثلاث سنوات، كما تزوجت من الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، ولم تنجب أطفالا، لكن القدر لم يحرمها من ممارسة دور الأمومة، وتربية ابن أخيها خالد شاكر رئيس رابطة مشجعي الأهلي السابق، الذي انفصل والداه طاهر شاكر ووالدته التركية الأصل، التي تركته طفلا عائدة إلى بلادها، حيث ربّته شادية وأختها ناهد.
وكانت الفنانة الراحلة، منبعاً للخير، فقد تبنّت العديد من المشروعات الخيرية، التي كانت تحوطها بالسرية، وظلّت تبحث من خلال فريق عملها عن أوجه الخير لتسهم فيها. وكان فريق عملها يرفض الإفصاح عن صاحبة القلب الكبير الذي يعطى من دون مقابل أو حتى مجرد إشارة.
المصدر: annahar