Quantcast
Viewing all articles
Browse latest Browse all 379

عن حريق كاتدرائية نوتردام / نائل بلعاوي اهمية نوتردام تعود إلى فيكتور هوغو إلى ألاحدب كوازيمودو

Image may be NSFW.
Clik here to view.
 
Nael Balawi
 
لم تكن نوتردام هي الاجمل معمارياً من بين شقيقاتها القوطيات المنتشرات بكثرة في حواضر القارة العجوز ، وقد تكون ألاقل قيمة فنية من بينهن . ولم تكن ألابنة ألاولى لذلك الطراز القوطي الاوروبي المرصع بملامح العمارة ألاسلامية وتأثيراتها البينة { الاقواس المركزية في الداخل والخارج تحديداً } ، هناك كاتدرائية صغيرة في حي سانت دينيس الباريسي سبقتها اليه . وقد اجازف قليلا أو كثيراً ، وهذا مجرد رأي غير علمي لشخص مر بالكثير الكثير من كاتدرائيات القارة ، حين أقول : تتفوق كاتدرائية شتيفان في قلب فيينا جمالياً على نوتردام . تتفوق كاتدرائية كولونيا الالمانية عليها . وكذلك تفعل كاتدرائية براغ ، او ويلز البريطانية ، والمذكورات قوطيات الطراز . وماذا تكون نوتردام ، هندسة وجمالاً ، أمام كاتدرائية ساغرادا فاميليا ، العائلة المقدسة ، إلتي ابدعها العبقري غادوي في برشلونه ، مع أنها لم تكتمل جراء وفاته ولم تكن قوطية كذلك ؟ لعل نوتردام إلتي احترقت هي الاقل جمالاً في الحقل المعماري الفاتن ذاك ، ولكنها ألاهم فيه ، بل هي الآهم .. وأظن أن أهميتها لا تجيء ، وفقط ، من كونها تقوم في باريس ، وعن باريس يمكن مسائلة الوعي الجمعي لسكان المعمورة وحضور المدينة الباذخ فيه . وهي لا تجيء عبر ألاحداث التاريخية الكبيرة إلتي دارت فيها ومن حولها ، فهناك الكثبر من ألاحداث الشبيهة والهامة إلتي شهدتها كاتدرائيات القارة .. أجازف مرة أخرى ، وقد لا أفعل ، وأقول : اهمية نوتردام تعود إلى فيكتور هوغو ، إلى ألاحدب كوازيمودو ، إلى ازميرالدا الفاتنة ، وإلى ذلك ألاحساس الفذ بالعدالة ألذي عبرت عنه الرواية العظيمة وهي تكشف عن الجمالي الكامن عميقاً في سريرة ألاحدب { القبيح } خارجياً ، كما هو كامن في الروح العذبة لمعشوقته صعبة المنال ، لتكون العذوبة مشتركة وواحدة في الحالتين ، وبصرف النظر عن مفاتن الراقصة الغجرية ، ازميرالدا ، أو التشوهات الخلقية الخارجية لقارع الاجراس في نوتردام ، كوازيمودو . نوتردام ذاكرة ادبية ، ضمير عدالة كونية لا يحترق ولا يموت ، قد تطيح النيران بأبراجها وأقواسها وبعض جدرانها ، وقد تفقد شيئاً من ملامحها الخارجية التقليدية حين يُعاد ترميمها ، وسوف يُعاد . ولكن رموزها البليغة والهادرة على الدوام لن تفقد شيئاً من معانيها الخالدة ابداً . نوتردام هي علامة فارقة في معبد الحرية الكوني.. الحرية إلتي حلم بها كوازيمودو وهو يتأمل خصر ازميرالدا المثير وهي ترقص في ساحتها ، والحرية لا تموت ، قد تحترق قليلاً ، ولكنها تعود.. مثل العنقاء ، تعود من الرماد وتحلق من جديد . من هنا بالضبط تجيء اهمية نوتردام ، ولهذا بالضبط نحزن لمصابها ، مصابنا ، نحن الذين شُغفنا بشعر ازميرالدا ألاسود وهو يتطاير حين ترقص فرحاً وابتهاجاً بالحرية ، حريتها المنشودة انذاك ، وحريتنا المشتهاة اليوم وفي كل يوم

Viewing all articles
Browse latest Browse all 379

Trending Articles